القهوة مشروب محبب للكثير من الناس، وضيف حاضر في كل جلساتهم، ففي بعض الثقافات، لاتكتمل الجلسة بدون كوب القهوة، فما تاريخها وماهي أضرارها وهل لها فوائد؟

سوف نحاول الاجابة في هذا المقال على جميع هذه الاسئلة التي قد تكون محط اهتمام للبعض.

القهوة:

هي عبارة عن مشروب يتم تحضيره من البذور المحمصة والمطحونة لنبات القهوة الاستوائية دائمة الخضرة، القهوة هي واحدة من أكثر ثلاثة مشروبات شعبية في العالم، وهي واحدة من أكثر السلع العالمية ربحًا.

أين تزرع القهوة؟

تعتبر أمريكا اللاتينية وشرق أفريقيا وآسيا والجزيرة العربية منتجين رائدين لبن أرابيكا، تتطلب حبة أرابيكا مناخًا شبه استوائي بارد، ينمو على ارتفاعات عالية ويتطلب الكثير من الرطوبة والشمس والظل و يعتبر غرب ووسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا والبرازيل من كبار منتجي بن روبوستا، ويمكن أن تنمو حبوب الروبوستا على ارتفاعات منخفضة.

نشأة القهوة:

تم نقل نباتات البن البرية، على الأرجح من كيفا (كافا)، إثيوبيا، إلى جنوب شبه الجزيرة العربية وبدأت زراعتها في القرن الخامس عشر، أدت شعبية القهوة في العالم العربي إلى إنشاء المقاهي أولاً في مكة ثم في القسطنطينية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر على التوالي، و تم إدخال القهوة إلى الدول الاوروبية واحدة تلو الأخرى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.

كون ان القهوة لذيذة وطعمها ورائحتها لا تقاومان لا يعني الإفراط في تناولها، صحيح أن للقهوة فوائد سنذكرها ولكن للقهوة أضرار أيضاً، زيادة الشيء يضر نقصانه، القهوة موجودة منذ أكثر من 1000 عام واستخدمت كمنبه في عدة ثقافات في جميع أنحاء العالم.

يوجد اليوم العديد من أنواع القهوة المختلفة، ولكن جميعها تشترك في شيء واحد، أنها لذيذة ومسببة للإدمان!

فوائد القهوة:

1- زيادة التمثيل الغذائي:

تساعد القهوة في إنقاص الوزن، لاحتوائها على حمض الكلوروجينيك الذي ثبت أنه يزيد من عملية التمثيل الغذائي، هذه المادة الكيميائية هي أيضًا من مضادات الأكسدة، والتي أظهرت أنها تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

2- زيادة مستويات الطاقة:

الكافيين منشط معروف ويساعد على زيادة مستويات الطاقة، يمكن أن يساعد أيضًا الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التركيز أو يحتاجون إلى يقظة إضافية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على محاربة العديد من الأمراض والحالات مثل أمراض القلب والخرف والسكري.

3- تقلل خطر الاصابة بمرض السكري من النوع 2:

يمكن مناقشة ما إذا كان شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ولكن من المحتمل أن يساعد المشروب في الحفاظ على وزن صحي للجسم، في دراسة أجرتها جامعة هارفارد، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشربون ثلاثة إلى أربعة فناجين من القهوة يوميًا لديهم مستويات أقل من مقاومة الأنسولين وبالتالي لديهم خطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع

4- من الممكن أن تفيد صحة الدماغ:

لقد ثبت أن شرب القهوة له العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك الحد من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر ومرض باركنسون،يعتقد الباحثون أنه قد يكون بسبب الخصائص المضادة للأكسدة في القهوة أو حتى قدرتها على زيادة مستويات ناقل عصبي يسمى الدوبامين، لسوء الحظ، هذا يمكن أن يجعل القهوة مسببة للإدمان أيضًا.

5-يحتمل أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب:

فنجان من القهوة يمنحك دفعة من السعادة إذا كنت تشعر بالإحباط، يبدو أن للقهوة الكثير من الفوائد، والعديد من الدراسات تربطها بمزاج أكثر إيجابية وطرق لتخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب، قارنت دراسة نشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية (Affective Disorders) الأفراد الذين يستهلكون القهوة في المتوسط ​​في اليوم مع أولئك الذين لا يشربون أي كافيين، ووجدت أن الذين يشربون الخمر لديهم معدلات أقل من القلق والتعب والأرق وحتى الاكتئاب.

أضرار القهوة :

يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من القهوة إلى بعض الآثار الجانبية بما في ذلك اضطراب النوم والتهيج، يمكن أن يؤدي الإرهاق الذهني المرتبط بالكثير من الكافيين أيضًا إلى الإجهاد وقلة التركيز والانسحاب الاجتماعي.

فيما يلي أكثر العيوب والأضرار شيوعًا لشرب القهوة:

1- يمكن أن تسبب القلق : إذا كنت تشرب الكثير من القهوة - يمكن أن تسبب القلق والتهيج، بمرور الوقت، قد لا يكون نفس المقدار ممتعًا لبعض الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه ما يفعله الكافيين بأجسادهم، و قد يؤدي أيضًا إلى تعطيل أنماط النوم وزيادة ضغط الدم.

2-يمكن أن تسبب الأرق : يستمتع الكثير من الناس بالطعم والرائحة والتأثيرات المحفزة التي يوفرها فنجان القهوة في الصباح، ولكن بالنسبة للآخرين فإن هذه الآثار غير مرغوب فيها، بالنسبة لأولئك الأفراد الذين يعانون من الصداع أو مشاكل النوم من استهلاكهم للقهوة، قد يكون أحد الحلول هو التحول إلى منتجات القهوة منزوعة الكافيين أو منخفضة الكافيين بدلاً من ذلك، من المهم أيضًا أن نفهم أن البقاء مستيقظًا لفترات طويلة من الوقت ضار بالصحة.

3-قد يكون الكافيين ضارًا بالقلب: هناك مجموعة متنوعة من المركبات في القهوة، بعضها مفيد لجسمك والبعض الآخر قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، تشمل هذه المواد الكافيين، الثيوبرومين، والبوليفينول التي تساعد في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية ولكنها قد تعيق الدورة الدموية نفسها عند تناولها بجرعات كبيرة، ومع ذلك ، يجب تجنب أو على الأقل تقليل تناول القهوة إذا كنت تعاني من اضطرابات نظم القلب.

4-تسبب تهيج القناة الهضمية: تناولها باعتدال لا يشكل أي مخاطر صحية خطيرة - ولكن يجب على من يشربون القهوة يوميًا أن ينتبهوا أنه حتى أفضل أنواع القهوة مليئة بعدد من المواد المضافة التي تسبب تهيج الأمعاء. يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي (متلازمة القولون العصبي)

5-تجعل العظام أكثر هشاشة: للقهوة أيضًا بعض الآثار الجانبية السلبية التي يتم التغاضي عنها بشكل شائع، وجدت مراجعة عام 2015 أن شرب أكثر من 5 أكواب يوميًا كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالكسور لدى النساء والرجال، وذلك لأن الكافيين يمكن أن يزيد من كمية الكالسيوم التي يتم التخلص منها عن طريق البول.

القهوة هي واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، تستخدمها جميع الثقافات والأجناس، على الرغم من شعبية القهوة الكبيرة، فقد ظهرت آراء متباينة حول الفوائد الصحية، أظهرت بعض الدراسات أن القهوة يمكن أن تكون مفيدة كجزء من نمط حياة صحي، بينما تظهر دراسات أخرى أنها قد تكون ضارة عند الإفراط في تناولها.

بغض النظر عن السلبيات والايجابيات، الاعتدال هو المفتاح، يبدو أن ما يصل إلى 400 ملليجرام من الكافيين آمن لمعظم البالغين الأصحاء، ومع ذلك، يجب على الأفراد أيضًا مراعاة مستوى تحملهم للكافيين.