كيف يمكنك طرد النيكوتين من رئتيك خلال 24 ساعة

يجْزِم البعض أن إيجاد طريقة فعالة لطرد النيكوتين من رئتيك مهمة شِبْه مستحيلة، ولكن في الواقع إذا كنت ذاك المدخن الذي يستهلك أقل من علبة سجائر يومياً فهذا المقال لك.

قبل التعرف على كيفية طرد النيكوتين من رئتيك يجب أن نتحدث عن مصادر حصولنا على النيكوتين، فلو تجنبتعزيزي القارئ تلك المنتجات المليئة بالسم القاتل -ألا وهو النيكوتين - لما احتجت من طرد النيكوتين من رئتيك، ولما احتجت أساساً لقراءة هذا المقال.

مصادر النيكوتين:

يتسلل النيكوتين إلى رئتيك عند استخدامك لإحدى منتجات التبغ، أو عن طريق الشيش أو السجائر الإلكترونية، أو حتى تناول النيكوتين مباشرة على شكل سائل ولكن.. هل يقتصر الأمر على هذه المصادر فقط؟!

الإجابة قولاً واحداً "لا"، فيمكن أن يتسلل النيكوتين إلى رئتيك عن طريق مصادر أخرى، أو طرف ثالث، وهو ما يُعرف بالتدخين السلبي.

ويحدث ذلك معك يومياً، لا بد أنك تتساءل مُستنكراً: "كيف يحدث ذاك وأنا لا أدخن؟!"، حسناً تمهَّل.. سأخبرك كيف.

يتسلل النيكوتين يومياً إلى رئتيك عند جلوسك بالسيارة أو بالحافلة أو حتى في مكان العمل مع شخص يدخِّن بالقرب منك، فذلك الدخان المنبعث من فيه يتسلل إلى رئتيك حاملاً معه النيكوتين ومواد أخرى سامة لسنا بصدد الحديث عنها في هذا المقال، وهذا كلُّه يدفعنا للحديث عن..

أعراض تسمم النيكوتين

يحدث تسمم النيكوتين على مرحلتين:

يبدأ ظهور أعراض المرحلة الأولى بعد التعرض إلى كمية كبيرة من النيكوتين في غضون 15-60 دقيقة، وتكون الأعراض على شكل:

• قرحة المعدة
• سيلان اللعاب في الفم
• الرعاش
• التعرق
• السعال
• فقدان الشهية
• الأرق
• سرعة التنفس
• القيء
• ارتفاع ضغط الدم
• تزايد عدد ضربات القلب
• الغثيان
• الجفاف
• القلق الغير مبرَّر

وعلى العكس تماماً، وبعد سُويعات من انقضاء المرحلة الأولى.. تبدأ نسبة تركيز النيكوتين بالتناقص باستمرار، وحينها يبدأ الجسم بالاسترخاء، وتبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور ومنها:

• تزايد عدد ضربات القلب
• الشعور بالإجهاد
• شحوب الوجه
• انخفاض ضغط الدم
• ضعف عام في الجسم
• الإسهال

وقد تشتمل الأعراض في الحالات الشديدة على:

• الإغماء
• تشنجات
• صعوبة في التنفس

النيكوتين VS الكونتين

يُعتبر الكونتين الناتج الثانوي للنيكوتين، وإليك الحكاية..

في بادئ الأمر يدخل الدخان جسدك على هيئة نيكوتين، ومن المحتمل أن يبقى على هيئة النيكوتين ليوم أو يومين إضافيين، وبعد تكسيره يتحوَّل إلى كونتين، أما عن فترة بقاء الكونتين في الدورة الدموية فيستغرق طرده من الجسم فترة تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام.

ومن الجدير بالذكر أن كمية الكونتين في جسد المدخنين المداومين على التدخين (المدخن المنتظم) تكون أكبر بكثير من المدخنين المتقطعين (المدخن غير المنتظم)، وهذه نتيجة طبيعية لا تحتاج إلى برهان.

طرق تشخيص النيكوتين، ونتائج كاذبة في التشخيص:

يعد اختبار البول، واختبار اللعاب، وفحص النيكوتين عن طريق بُويصلات الشعر من أهم الطرق لاكتشاف المدخنين ووجود النيكوتين في جسدهم، ويرجع هذا الاختلاف في طرق التشخيص إلى الاختلاف في الاحتياجات.

وأما عن سبب اختيارنا لهذه الطرق الثلاثة واعتبارها من أهم الطرق؛ لأنها لا تقتصر فقط على التعرف على النيكوتين في رئتَيْك فحسب، بل يمكنها تحديد نسبته أيضاً كمقدار عددي.

و لكن يجب الحذر عزيزي القارئ من أنه قد يؤدي أكل الملفوف، أو البروكلي، أو استخدام بعض الأدوية قبل يوم أو اثنين من فحص نسبة النيكوتين في الرئتين لديك إلى ظهور نتيجة خاطئة في التشخيص، لذلك يجب الابتعاد عن هذه الأطعمة وتلك الأدوية قبل يوم أو اثنين من إجراء الفحص، وعليك التأكد من مرور وقت كافي ليتخلص الجسم من آثار وجودهم، وبعد ذلك يُنصح بإجراء الفحص.

تناوَل الفواكه الطازجة والعصائر:

لا تقلق حيال عدم امتلاكك عصا سحرية لطرد النيكوتين من رئتيك، فهناك طرق واقعية أبسط من ذلك -وأيضاً صحية- لطرد النيكوتين من رئتيك، ومن أهمها الإكثار من تناول الفواكه المتنوعة الطازجة وكذلك العصائر الغنية بفيتامين C وأيضاً فيتامين E وغيرها من الفيتامينات الكفيلة بطرد النيكوتين من رئتيك خلال 24 ساعة أو أكثر قليلاً، وتكتسب أهميتها من كونها تحتوي مضادات للأكسدة.

واحرص عزيزي القارئ أن تكون هذه العصائر طازجة وصنيعة يديك، وابتعد عن تلك العصائر المُصَنَّعة المليئة بالمواد الحافظة.

دَاوِم على شرب 8 أكواب من الماء يومياً

يساعد شرب الماء بانتظام وبكثرة (في حدود اللتران ونصف اللتريومياً) على المحافظة على صحة جسدية سليمة، المُذهل في الأمر أنَّ الاكثار من شرب الماء مع التخلص منه كل ساعة -تقريباً- عن طريق البول كفيل بجعلك تتخلص من كافة السموم في جسدك -بما فيها النيكوتين في رئتيك- في فترة زمنية قصيرة ستدهشك على الإطلاق قد تصل إلى 24 ساعة.

تمرَّن واحرق سعرات حرارية

ينصح المختصون بالمداومة على تمرين رياضي معين قبل إجراء فحص النيكوتين بفترة زمنية تتراوح بين 24-48 ساعة، ولا أقول أنه يُشترط أن تذهب إلى النادي الرياضي وتلعب تلك التمارين الشاقة، بل العكس تماماً.

بإمكانك إجراء الكثير من الأنشطة الرياضية البسيطة في الهواء الطلق مثل: الركض، المشي، السباحة، كرة القدم، رياضة ركوب الدراجات، أو غيرها من التمارين المنزلية..

وصحيح أنَّ هذه التمارين لها الأثر الكبير على صحتنا على كافة الأصعدة، ولكن الهدف منها في هذا المقال التخلص من النيكوتين عن طريق العرق.

حمام البخار يمكنه أن يفي بالغرض:

إلى جانب الآليات آنفة الذكر -من تناول الفواكه الطازجة والعصائر والإكثار من شرب الماء وكذلك التمارين الرياضية المختلفة- بالإضافة إلى كل ذلك يضمن لك المكوث في حمام البخار لعدة ساعات يومياً بأن يطرد تماماً النيكوتين -وكذلك الكونتين- القابع في جسدك، وفكرة حدوث ذلك مشابهة كثيراً لفكرة التمارين الرياضية، فيتم طرد النيكوتين عن طريق العرق.

الخلاصة:

لصحة جسدية أفضل، ولضمان استقرار حالة جسدك.. ابتعد تماماً عن النيكوتين أياً كان مصدره، وانصح بذلك أحبابك، فالوقاية خيرٌ من العلاج، واياك والاستهتار في الأمر، فقد يودي بك النيكوتين إلى الموت، فأيُّ عاقلٍ ذاك الذي يخاطر في حياته من أجلِ جرعةٍ لحظيةٍ مؤقتةٍ من الدوبامين (هرمون يلعب دور رئيس في شعورك بالسعادة).

اكثِر من تناول الفواكه الطازجة وكذلك العصائر، تناول كميات كافية من الماء، مارس التمارين الرياضية، اجعل كل ذلك روتيناً ليومك، راجع الطبيب عند الحاجة، واياك والتهاون.. فالأمرُ جدُّ خَطِر.